1.5.13

قبل الغياب


مواقيت


لَمْ أُقْنِع الوَهمَ أَنْ يَرسُمَ القيظَ . .
ماءً في عُيونِ المُسافرِ . .
لكنني شربتُ يومًا سرابًا . .
وكان لذيذًا . . !

السّقوفُ نهايةُ الجدرانِ
مستويةٌ بالفطرةِ
تَصنعُ حيِّزًا صالحًا للدفءِ . .
والاختفاء

وحيدةٌ فكرةُ الانعتاقِ هنا . .
يَقولونَ : تَموتُ بعدَ شارعيْنِ وَقُبْلَةٍ   
أَقولُ : اتركوها إِنها مأمورةٌ
لا تصنعوا مواقيتَ راحَتِها
نيابةً عن التعبِ والمسافات
القُبلُ ليستْ دائمًا قرائن الوداع

السقوفُ تمنعُ الجدرانَ مِنَ التطاولِ
تمنعُ الشمسَ مِنَ النزولِ
تصنعُ ظِلا نيابةً عن الغيومِ
تُحددُ وقتَ الغروب

سأطوفُ قليلا حولَ نفسي
حين تُتعبني الطريقُ
ربما . .
يَتعاقبُ فِيّ شيئانِ
يَخضعانِ لفكرةِ العدِّ التنازليِّ
يُساعدانِ في تحديدِ أَعمارِ الورودِ
التي نبتتْ - شيطانيّا - على ذكرياتي
حين سقطتْ علبةُ الألوان  

لم أَحمل كُلَّ أَوزارِ المعاني
على كتفِ القصيدةِ
لم أَقل شيئًا مُهمَّا للجدار
اكتفيتُ بالاستنادِ عليْه يومًا
حين خانَتْني الطريق

لَمْ أُقنع الأَرضَ بالتشققِ
في غيابِ المطر
لكنني . .
كَتبتُ وصيتي حينَ رأيتُ باطنَها
خِفْتُ على آخرِ الأَنفاسِ
من الاحتراق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق