1.5.13

عناية مركزة


عِنايةٌ مُركَّزة


تَستيقظُ الأَلوانُ حولَنا . . الفواتحُ أَوَّلًا !
الغوامقُ تنتظرُ الفواجعَ والحوافّْ  
نحنُ الخَواء الذي يَشتهيهِ الصدى . .
الغرائب التي يكرهُها البياض .
يَقِفُ على أَطلالِنا المكانُ . .
ونفتقدُ أُمَّهاتِنا في الليل . . !

الطُرقُ التي أَعدَّتْها لنا النوافذُ . .
لا يَمشي عَليها . . سوى النظرات !
تتراكمُ فوقها العتماتُ التي تَطرُدُها البيوتُ . .
والأَيَّامُ التي تنتظرُنا خارجَ السور
لا يجدُ الخريفُ له وطنًا على أَشجارِها المَيِّتة  
يَتَسلَّلُ إلينا مِن شُقوقِ الوقتِ . .
فـ نَصْفَرُّ . .  
وواحدًا . . واحدًا . . . نَسقط . . !

في هذا الركنِ المُتدَلِّي مِنَ الكونِ كَعُنقودِ العِنب . .
الجاذبيةُ تُحدِّدُ مَوعِدَ القِطاف . .
تُوزِّعُ الهَواجِسَ على اللحظاتِ . . والملامح

السفنُ مناراتُ النوارسِ !
الأَلوانُ مناراتُ البشر . .
الأَبيضُ للقتيل . . !

النافذةُ نُجومٌ مُكَفَّنَةٌ بالبريقِ . .
تُغادِرُنا في الصباح !

المزهريةُ بَرزخٌ بينَ تُربَتيْنِ . .
عليها أَنْ تُكثِرَ مِنَ الماءِ والأَيَّامِ . .
وأَنْ تَكونَ أَكثرَ أَناقةً في صُنعِ الذُبول !

هكذا نحنُ . .
كُلَّما دارت الأَرضُ حَولَنا . .
نُصادِقُ الأَمكنةَ التي تَأْوي إِلى نافذتنا . .
نُبادِلُها الصمتَ . .
نُلوِّنُها بِالأُمنيات . .
وتَتْبَعُها نَظراتُنا على الطُرُقِ . . حينَ تَهْرُب !  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق