غبـار
يجيء الموجُ بطيئًا حين تَملُّ الرياحُ . .
من البحثِ عن الشاطئ الأخير
تَكُفّ الزوابعُ عن العبثِ بما أفرزتْهُ المقاهي .
.
على الأرصفةِ . .
من نظراتٍ حالمةٍ . . أو شرود
أَيتها العاصفةُ التي هدأَت . .
قبل أَن تستردَّ غبارَها من ماءِ العيون
أَيتها الريحُ التي توقفتْ . .
عن مطاردةِ الموجةِ التي تأْتينا بأَخبارِ الغريق
ذاك الذي خذلَهُ البحرُ حين تقاعسَ الملحُ . .
عن حملِ الذنوب
من يُنبئُنا بما حَلَّ بالعشبِ . . حين ماتت الريح
؟
بما حَلَّ بذاكرتنا . . حين اشتهانا الغرقُ ؟
وخبَّأَتنا الإشاعاتُ بين أَوراقِ الجرائد ؟
يا ذاكرةَ القتيلِ الذي يحميهِ الموتُ . .
من رغبةِ الريحِ في الانتقام
ردي إلينا الدقائقَ التي تنسى نفسها قبلَ المواعيدِ
قربَ المحطاتِ البعيدة
حينَ لا تستردُّها ذاكرةُ الذاهبينَ إلى مواسمِ الحصاد
حيثُ تعصفُ المناجلُ بزينةِ الأَرضِ
حيث تُفطَمُ الورودُ . .
ويُلقى بلوعَتِها في أَروقةٍ تشبهُ المتاهاتِ . .
التي تُعلّمُ الانتظار
لمن تتركينَ صفيرَكِ أَيَّتها العواصفُ
حين يُقعدكِ الشلل ؟
ومن سينقلُ الشائعاتِ حين تحترقُ المراكبُ
ويحتفلُ الموتُ بسقوطِ الغريق ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق