1.5.13

عتاب


عتاب


لأَنَّ الحُلمَ كان طويلًا . .
لَم يَتَّسع الجدارُ لكلِّ الصوَر
وَلَم يَتوَزَّع العُمرُ على كُلِّ الفُصول !

سَقطتْ زَهرةُ اللوزِ قبل أَن يَشبعَ النحلُ
وَقَبلَ أَن تَسكنَ تَحتَها . .
نَملَةٌ خَائِفَةٌ من عُيونِ الطُيور

كَبُرْتُ . .   
قَبلَ بُلوغِ القُرنفُلِ سِنَّ التَفَتُّحِ
وَجاءَ الغيابُ قُبَيْلَ وُصولِي . .
إِلى نَشوةِ الحُلمِ
يُعلنُ أَنِّي خَرَجتُ - احتجاجًا - 
وَلَمَّا أَعُدْ . . !!!

أَرَأَيتِ يا أُمِّي ؟ !
كَيفَ لَم تُمهِل الريحُ صِغارَ الحَمامِ
لكيْ يَكتُبوا عَلى فَوهَةِ العُشِّ . .
وَصِيَّتَهُم للبُيوضِ التي لَم تَنكَسِر !!

لَوْ انَّكِ . . تَركتِ البَردَ يُوقِظُني . .
قَبلَ أَن يَسرِقَ الحُلمُ كُلَّ الحقيقَةِ . .
لأَدركتُ من قَبْلُ حَجمَ الهَزيمَةِ
وَهَيَّأْتُ نَفْسِي لِرَدْمِ المَسَافَةِ
بَيْنَ انكِسارِي . . وَطَعمِ التُراب  

لَوْ انَّكِ لَمْ تَمْنَعِيني مِنَ اللعِبِ بِعودِ الثقاب
لاعتادَ قَلبِي على الخَوفِ . .
وَاعتادتْ أَصابِعي . . على الاحتِراق

لو انَّكِ لَم تُقنِعينِي . .
بِأَنِّي سَأُصبِحُ - يَومًا - وَسِيمًا
أُثِيرُ انتِبَاهَ الصَبَايا . .
لَطَوَّعتُ نَفسِي عَلى الانشِغَالِ
بِحَجمِ الفَرَاغِ . . وَطَعمِ التوَحُّد

أَرأَيتِ يَا أُمِّي . . ؟!
لو انَّكِ أَبقَيتِ حُلمِي قَصِيرًا !!
بِعُمرِ الرَحيق . .
بِوَقتِ انتِهَاءِ صَلَاحِيَّةِ الفَجرِ بَعدَ الصَلاة !!
بِقِصَرِ المَسَافَةِ بَينِي وَبَينكِ . .
. . . .
لَمَا ضَاقَت الأَرضُ هَذا المَسَاء
وَلَا عَايَشَ الطِفلُ . .
حُزْنَ الحُضُورِ . . . بِهَذا الغِياب !
  
لو انِّي فَهمتُ ما قالت الأَرضُ للثلجِ  
لَتوَقَّفتُ عَن اللهوِ . .
بِنَحتِ التماثيلِ والأُمنيات . .
وَجِئتُ بِالشمسِ قَبلَ الغُروبِ
لكي لا أَنامَ وَحيدًا
على لَسعَة البَردِ . . .
وَالمُستَحِيل  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق