1.5.13

ضياع


ضياع


تَتركُ الشوارعُ أَسماءَها
معلقةً على جدرانِ البيوتِ
وتمضي إلى الجهاتِ البعيدة

تَبحثُ العناوينُ عن أَصحابها في قوائم الأَحياء
يَرمُقُها التائهون بنظرةٍ . . ويذهبون

لا عنوانَ لهذا الكوكبِ البَرِّيِّ !
لا شمسَ يلهثُ حولَها
لكي تمنحَهُ في أَوَّل الليلِ بوصلةً
تَهدي إِليه عاشقينِ
يُداعبانِ الكونَ بالنظرات !

يقولُ العاشقُ :
رُبَّما أَفرحُ هذا المساء !
لو أَمهلتْني النجومُ حتى تَعثُرَ عليَّ شمعةٌ
يتسلَّقُ نورُها جدارَ غرفتي
يَخلِقُ حولَها الأَحلام

هل يحتاجُ المطرُ عناوينَ البذورِ ؟
أَم أَنَّ فِطرَةَ الاخضرارِ تُعَلِّمُهُ
كيفَ يُوزِّعُ قبُلاتِهِ على الأَرض ؟

يا لهفةَ اللقيا إِذا تاهَ المكان ! 
يا قهرَ النظرةِ الأَخيرةِ في أَوَّل العمر !
يا ضياعَ العناوينِ ، ، ،
تَسقط من ذاكرةِ البعيدِ
كشتلةٍ أضاعتْ جذرَها
ونسيتْ أَن تعود

يا أوسمةً
يُوزعُها الليلُ على صدرِهِ مجراتٍ
لاعتقالِ قلوبِ الحيارى وأَعينِ التائهين
يا حوائطَ تمنعُ الأَحلامَ في الطرقات

من أَين يأتي كُل هذا الليل
والأَبوابُ مغلقةٌ ؟!

من أَين يأتي كُل هذا الظل
والجدرانُ تُرهِقُها الثقوبُ
والشمسُ تائهةٌ
ولونُ البحرِ حائر ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق