1.5.13

للهواء لون في المدن الكافرة


للهواءِ لونٌ . . في المدنِ الكافرة


بَعدَ حينٍ . . .
رُبَّما . . . أَكثرْ . . .
سَوفَ يَتنازَلُ الهواءُ عَنْ لَونِهِ
لِكَيْ تَرَى مُهْمَلاتِكَ العاتِبَة . .
عُمْرَكَ . .
عَيْنَيْكَ . .  
وَتَضارِيسَ النَهَاراتِ القادِمة !

لَنْ تَعْرِفَ مَنْ مَاتَ مِنَّا . .
الجنازةُ مَليئَةٌ بِالاسْتِعارات
الجُلودُ مَنَحَتْ أَلْوانَها لِلشَمْسِ . .
والسياط !
المدائِنُ زَيَّنَتْ شَوارِعَها بِالأَكاليلِ . .
وَأَعْمِدَةِ المَشَانِق 

سَتَعْرِفُ بَعْدَ اغْتِسالِ الهَواءِ . .
مَنْ مِنْكُما مَصْلوبٌ عَلى صَاحِبِهِ ؟
أَنتَ ؟
أَمْ عَمودُكَ الفقريُّ ؟

اللونُ فِكْرَةٌ لِلتَخَفِّي . . !
الهواءُ حينَ يَخْلَعُ لونَهُ . .  
يَتآمَرُ مَعَ الصَيَّادِ . . عَلى الحَمائِمِ البَعيدةِ
مع سائقِ القطارِ . . على الوقتِ والمسافات

لا لَوْنَ لأَسْرارِ الكائِنات . .
لا لَوْنَ لِلمَوتِ . . الأَكْفانُ مَصْبوغَةٌ
لا لَوْنَ للماءِ . . البِحارُ تُنافِقُ السماءَ
لا لَوْنَ للانْتِظارِ . . هذا دُخانُ القِطاراتِ 
لا لَوْنَ . . لأَسْرارِ الكائِنات !

لا تَصْلُبْ عَينَيْكَ على شَواخِصَ
تَموتُ عَلَيْها الطَحالبُ . .
لِأَنَّ الجَفافَ أَخْرَجَها . .
مِنْ نِعْمَةِ الاتِّساخ !
 
أَنْتَ الصَليبُ . .
لا تُدْهِشُكَ تَوْأَمَةُ المَوتِ والوقوفِ
البرقُ يَتَشَنَّجُ واقفـًا ما بينَ غَيمةٍ وضُحاها  
الطوابيرُ يَذبَحُها الوقوفُ
الأَقلامُ تموتُ واقفةً حين يَفيضُ مِدادُها
المجدافُ لا يَنكَسِر إِلا واقفًا بَيْنَ مَوْجَتَيْن
الشاعرُ يَقِفُ على الأَطْلالِ الواقفة ! 
أَنْتَ الصَليبُ . .
لا تُدْهِشُكَ تَوْأَمَةُ المَوتِ والوقوفِ
  
أَوْرِقْ إِن اسْتَطَعْتَ . .
في البُرهَةِ التي سَيَمْنَحُها الهواءُ
الاخضرارُ يَزيدُ مِنْ وَسامَةِ الصليبِ
يَمنحُكَ حَقَّ الحَفيفِ حين تُعْوي الذئابُ

ضاقَ بِكَ الغبارُ . . !
رئتاكَ لوحةٌ تَجْريدِيَّةٌ . .
مُوغِلَةٌ في رَمْزِيَّتِها . .
عَصِيَّةٌ على الاخْتِنَاقِ

تَهَيَّأْ لانْحِسارِ اللونِ
في مَدائِن لَمْ تَشْربْ مِنَ النبيذِ
ما يكفي . .
لِجَعْلِ الحُزنِ فيها غائمًا جُزئيًا

هذي المدائنُ . .
لم تفهمْ سورةَ مريمَ
قبلَ أَنْ تنتبذَ من بَنيها َ
مكانًا قصيًا
لَنْ تَجِدَ ضَالَّتَكَ تحتَ أَقدامِ الهواءِ   
لا تَهُزّ الأَشياءَ مِنْ حولِكَ
لَنْ يَتَسَاقَطَ إلا الغُبارُ . .
والعصافيرُ الميته . . !

هذي المدائنُ . . 
لنْ تُعلنَ ميلادَ المسيح . . !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق