1.5.13

النهار لا يكفي كل البلاد


النهار لا يكفي كلَّ البلاد


التاريخُ . .  
أَنْ تتبرَّأَ وردةٌ من وعائِها الشائِكِ
وتعلنَ أَنَّها لم تَتَعَمَّدْ الوخزَ 
فَتصبح جُزءًا من ثـقافـةِ الحُبِّ
يُجفِّـفُها عاشقانِ
يتبادلانِ – في حَضْرتِها – القُـبَلَ والذكريات

أَن تَـعثُرَ أُمنيةٌ على هَيكلِها العظميِّ
في مُتحَفٍ لِلمؤَامراتِ  
وَأَن تُسهبَ في تَشريحِ جُـثَّةِ الجاهليةِ
حينَ تُسأَلُ . . بِأَيِّ ذنبٍ قُـتِلَتْ ؟

أَنْ يَـغفِرَ الأَطفالُ لِلفَقرِ ما تَـقَدَّمَ مِنْ أَعياد
وَأَنْ يَـثِقوا . . بِما تَـأَخَّر !
أَن يَكتُبوا في مواضيعِ الإِنشاءِ . .   
ما يَجعلُنا نُشفقُ على . .
الأَعداءِ . .
و "الغولةِ" . .
والحرامي !

في الوثائقِ . . يَحارُ في تَـغريبتهِ الرغيفُ . .
أَيُّ النهاياتِ أَكثر مُتعةً من الموتِ . . ؟
فالحصادُ آخرُ أَوجاعِ السنابلِ !
الطحنُ آخرُ أَحزانِ الحُبوب !
الأَفرانُ محرقةُ الدقيق !

المجدُ لا يَحتملُ الزحامَ
ولا يكتفي بِحُسنِ نوايا البُذور . .
التي تُعاشِرُ الطينَ . .
لكي تَستدْرِجَ المطرَ والانتظار !

التاريخُ جَدَّةٌ حزينةٌ لا أَحفادَ لها
تُحَمِّلُ النهرَ حكاياتِها على سُفنٍ من ورق
وتَتركُها رهينةً للوعورةِ . . والسدود !

العرباتُ التي تجوبُ القصصَ بحثًا عن العناوينِ 
لا تَذكُرُ الأَسماءَ حين تدوسُ صفحةَ الوفـيَّات
التاريخُ لا يَـئِنُّ ، إِلا حينَ يَسقُطُ الحُفاةُ
وينتصرُ الآخرون !

الموتى أَقلُّ رغبةً في اختيارِ المكانِ 
نُقطةُ الضوءِ تَضَعهم حيثُ يشاءُ الظلامُ
وكُلما نَهَضوا . .
تَسقطُ ظِلالُهم على قِصَّةٍ مُهملة
سيحتاجونَ دهرًا واحدًا فقط
لكي تَعثُر عليهم النقطةُ الأُخرى . .
فَتحمي ظِلالَهم من السقوطِ
وأَنينَهُم . . من الموت

النهارُ لا يَكفي كُلَّ البلادِ
يأْتي مُتقطِّـعًا
يُعَلِّقُ شمسَهُ بينَ ليلتيْنِ
وكُلَّما دَخَلَ قريةً . .
أَفسَدَ فيها صَمتَها
وَوَزَّعَ ما يشاءُ من الظلالِ . . والأَوسِمة !

الليلُ تاريخُ النهاراتِ البائِدة
تكتبُهُ نَجمةٌ خارجةٌ من السجنِ . .
قبلَ أَنْ يَنثُرَها الحزنُ . .
شُهُبًا على الساهرين

الصمتُ تاريخُ الكلامِ . .
تُدَوِّنُـهُ الأَرضُ الساخرةُ . .
من البذورِ الهجينةِ . .
وأَسمدةِ الغُرباءِ . .
والمشانق !

التاريخُ أَنينُ الكونِ . . والوقتِ
نظرةُ طائرٍ جريحٍ إِلى بُندقـيَّةِ صيَّادٍ أَنيق
صمتُ الناجين من العرباتِ الماجِنة
وطفلٌ . .
يَغرسُ زيتونةً في أَرضٍ محروقةٍ . .
وَيَكبُر . . !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق