1.5.13

هواؤنا في الليل أسود


هواؤُنـا . . في الليل أَسودُ  


على برودةٍ هادئةٍ . . يـنضُجُ الفجرُ
يُصادقُ لـيلَنا . . ويتجاوران !   
لو كانَ للندى ضجيجٌ . . لأَيقظنا مع النافذة
لكنَّ الهواءَ يتخفَّفُ من أَحمالهِ بصمتٍ . .
لكي يسبقنا إِلى رائحةِ الأَرضِ . . وصحفِ الصباح 

لا جدوى من التصاقِنا بهذا الكوكبِ العبثيِّ
يطوفُ مزهوًّا حول نفسهِ بغباءِ الفراشات   
سنتوقَّفُ عن الدورانِ . .
حين نصيرُ أَقلَّ انشغالًا بالفصول
أَو أَكثرَ رغبةً . .
برؤيةِ أَسماعِـنا وأَبصارنا وبقـيَّـةِ الضحايا . .
يُسابقونَ اللاشيءَ . .
بُـغيةَ الوصولِ إِلى لاشيء أَجمل  

ننحني لقواعدِ الإِعرابِ خوفًـا وطمعًـا بنشرةِ الأَخبار
الليلُ يحمينا من خدعةِ السرابِ وكثرةِ الجهات 
قد نحتاجُ وطنًـا لكي نقومَ بواجبِ الضيافةِ . .
لو عثرتْ علينا حياةٌ . .
أَو . .
لو صادفَـتْـنـا – في طريقها إِلى سهمِ بوصلةٍ - جهةٌ طائشة

الرطوبةُ . . فِكرتُـنا التي تُجادلُ الشموسَ والأَرياح
عَـتْـمـتُـنا سِجنُـنا الكونيُّ . .
الذي لا يحتاجُ جاذبيةَ الأَرضِ
لكي يُسقطَ جدرانَـهُ حولنا . .  
ويُـنقذَنا من شُرورِ أَنفسنا . . وتَعدُّدِ الأَلوان

الكونُ ضَـيِّـقٌ في قواربِ النجاةِ
ما هَمَّنا . .
إِن كان كلُّ شيءٍ يكبرُ مع الوقتِ سوى النافذة !
كيفَ نرصدُ ما حلَّ بـبـقـيَّـتنا إذا تكاثرت المداراتُ ؟
وبُـعثِرَ ما في القبور ؟
هكذا . . همست زهرةٌ لقاطفها . .
قبل أَن يُمدِّدها على قبرٍ أَنيقٍ . .
ويستسلمَ للشوارعِ . . والشرود !

لو كانت رئاتُـنا خارجَ الأَقفاصِ . .
لاتَّـشَحَتْ بالبياضِ كلَّ فجرٍ . .
وربَّما اتَّسَعَتْ . .
لكي تلملم الغبارَ في طريقنا إِلى الصلاة . .    
فــَنَتَـيَمَّمُهُ "صعيدًا طيِّــبًا" ، وننامُ طاهرين !
لكننا – كــَــ ليلةٍ مشبوهةٍ – نموتُ في النهار
لا نرى عيونَـنا . .
لكي نُـعلِّقـها على الحبالِ بيننا وبين الفجر  
أَحلامُنا . . حربٌ خجولةٌ على السكونِ والظلام   
أَعمارُنا . . صالاتُ انتظارٍ
أَوراقُـنا مُحالةٌ إِلى فضيلةِ المفتي
وهواؤُنا . . في الليل أَسود !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق