قبل المراثي . . بقليل !
يَستعيدُ البحرُ حُبيباتِ الملحِ العالقةِ على
جباهنا . .
ويهجرنا . . مأخوذًا بصافراتِ السفن
يَتركُ الجفافُ خرائِطَهُ على جلودِنا
تُوزِّعُنا المواعيدُ على الكهوف
ندفنُ ما يزيدُ عن حاجتنا من الوقتِ
ونبحثُ عن مصدرٍ آخر . . للدوار
الأَرضُ تُشبهنا
فدموعنا مالحةٌ . . ووجوهنا يابسة
نَتكوَّرُ حولَ حِمَمِ أَنفاسنا
ونمتطي مدارًا يؤهِّلُنا لمراوغةِ الفصول
الشمسُ تصنعُ النهاراتِ بين النجومِ الميتة !
الأرضُ تُجذِّرُ لثمارها بين الجُثث !
ونحنُ . . نُثْبِتُ صوفيَّتَنا باللهاث !
كُنَّا أَوسع من حَدَقةِ الحزنِ في عشِّ حمامةٍ ثكلى
أكثرَ بُعدًا ، وبياضًا ، وعُقمًا . . من غيمةِ
الصيف
كانَ علينا أَنْ نَدَّخرَ بَعضَ حواسِّنا
لكي نَنتشي بالغرق
وأَنْ نُقنعَ الأَشجارَ أَنْ لا تَطردَ العصافيرَ .
.
لكي تملأَ الأَرضَ بالتوابيت
المكانُ يتركُنا . . !
يحملُ معه الظلالَ التي كنا نتصالحُ عليها . . مع
الشمس
يأْخذُ رسوماتِنا
وَيتركُ النجومَ التي لم نكنْ نَراها . . حين كانْ
هنا . . في "غَيابَت الجُبِّ"
نلتقي - مصادفةً - مع الوقتِ
نتحسَّسُ نواياهُ . .
نَتخَفَّفُ من ذكرياتنا
ونبحثُ عمَّنْ يبيعنا . . للحياة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق