1.5.13

واكتفينا بالحياة


واكتفينا  بالحياة


تَعاليْ نَسخَر مِمَّا يَقولُ المَوجُ لِصَخرةٍ
حينَ يُبَرِّرُ رَشقَها بِالملحِ
وَيُحاصِرُها بِما خَفَّ حَمْلُهُ مِنَ الضَحايا . .
وَتَرِكاتِ المَراكب . !  
نُطْلِقُ بَعضَ النُّكاتِ عَلى حُزْنِنا . .
وَدَورَتِنا الدَمَوِيَّةِ التي لَم تَفهَم رَوعَةَ الوَهمِ
فانفَجَرَتْ باكِيةً حينَ دَاهَمَتْنَا الظُنون

لَمْ نَجِد قارِعَةً لِلطريقِ نَموتُ عَليها . .
فَاكْتَفَينا بِالحياة . !
  
عَيْنَاكِ رَدَّةُ فِعْلِنَا عَلى مَراسِم الحَفْلِ
فَفيهما . .
مِنَ الذُّبولِ . . مَا يُوحِي بإِعْلانِ الهَزيمةِ
وَمِنَ العَتَبِ . . مَا يَكفي لإِسْقاطِ ما نَحْتاجُ
مِنَ النُجومِ لِتَطرِيزِ أَكفَانِنا
وَمِنَ الجَمالِ . . مَا يُسَبِّبُ ذُهُولَ الكَونِ . .
وخُضُوعَ القَصيدة !

سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ يُفَسِّرُنا الظَمَأُ بِكُلِّ اللُغَات  
نَكْتُبُ قِصَّتَنا على رُقْعَةٍ مِنْ غَيْمَةٍ كَسُولَةٍ . .
لَمْ تَتَعَلَّمْ بَعْدُ فَنَّ المَطَر
فَنَمُوتُ مُعَلَّقَيْنِ بِالجَفَاف  
أَوْ نَبْحَثُ عَنْ قَاتِلٍ رقيقٍ يُعينُنا
على اسْتِبْدالِ خَيْبَتِنَا بِالشَهَادَةِ  
أُرِيدُ أَنْ أَموتَ أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلتُ
في السَنَوَاتِ المَاضِيَة !
مَنْ سَيَحْمِلُني هذِهِ المَرَّةِ ؟
قَالَتْ الشَمْسُ : لا مَكانَ لَكَ عِنْدِي أَيُّها الغَامِقُ
أَنْتَ مَحْفُوفٌ بِسَوادِ الغَرِيم
الليلُ صَديقُ المَسَرَّاتِ . .
التي لا تَجيءُ مَعَ الفَجْرِ
تَظَلُّ أَسيرَةً لِحِكايَاتِ العَجَائِزِ
الأَرضُ تَعرفُ أَعمارنا مِنْ شَهاداتِ الوِلادةِ
تَصوغُ حِكاياتِنا
تُقَدِّمُها لِأَساتِذةِ التاريخِ في المدارسِ
تُخَبِّئُنا تَحتَها سَمادًا وَتُطْعِمُنا لِلمُفاجآت 
لا قُبورَ في الكَواكِبِ الأُخْرى . . !
وَحْدَهَا الأَرضُ . . غَنِيَّةٌ بِأَجْسَادِنا
السَماءُ مُجْدِبَةٌ . .
وَحْدَهَا الأَرضُ مَليئةٌ بِالأَشجارِ . .
وَجُلودِ الأَفاعي !
أَجيئُكِ . . حينَ يَمَسُّني الجُنونُ
أُمَيِّزُ عِطرَكِ لو غَابَت الشَمسُ
أُلَمْلِمُهُ عن كُرياتِ الهواءِ السوداءَ
وَعَن جَبيني    
أَعرِفُ نَكهةَ شَفَتَيْكِ لو أَعاقَ التُرابُ التقاءَ العُيون
أَفْهَمُ حُزنَكِ الذي اسْتَدعاني مِنَ البلادِ البعيدةِ
يُشْبِهُ آخِرَ الفَقراتِ في القِصَصِ القَديمةِ
نُؤَجِّلُ موتنا ، نُمارِسَ عِشْقًا شَهِيًّا
أُقَبِّلُكِ بِهَمَجِيَّةٍ لَمْ تُلَوِّثها الحَضَارَةُ
أَصْهَرُ أُنوثَةَ الكَونِ فِيكِ  . .
بِشَراسَةِ القادِمِ مِنَ المجاعاتِ والكوارِثِ
بِعُنفِ الوُحوشِ التي تَفتُكُ بِالماءِ حِينَ تَشرَبُ
وَبِأَجسادِ إِناثِها حين يَأْخُذُها الحَنين !
نُقَدِّمُ لِلجُنونِ أَرْواحَنا عَلى طَبَقٍ مِنَ الوَقت  
وَنَسْخَرُ مِمَّا تَقولُ الحياةُ لنا . .
حِينَ تُبَرِّرُ رَشْقَنَا بِالموتِ
وَحِصَارَنا . . .
بِالأُحجِيات . . !





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق