وطن . . في الهواء
النحلةُ لا تَصنعُ العَسَلَ لِلأَغنياءِ . .
كَما يَظُنُّ الغُزاةُ !
لا تَكترثُ بِما تقترفُ الأَرضُ مِن مَضائِقَ . .
وأَشواك !
ولا بما تَخلعُ البِحارُ على عُشَّاقِها مِن ملحٍ
أَو وَداع !
قَليلٌ مِنَ الهواءِ يكفيها . .
لكي تَرتفعَ فوقَ خَيالاتِنا المُقـعَدةِ . .
من شِدَّةِ الحقيقة !
قليلٌ مِنَ العُمرِ . .
لتوزيعِ الأَعيادِ على أَسماءِ الشجر
وترتيبِ الفصول !
وَكثيرٌ مِنَ الوطنِ يلزمُ ، لكي يَستـقبِلَـنا
الهواءُ
فنغدو أَقربَ مِنْ قُبورنـا إِلى حبَّاتِ المطر !
الوطنُ زمنٌ يَبدأُ يَومَ ميلادِنا . .
يَنتهي بإِشارةٍ ضوئيةٍ !
الوطنُ حالةٌ عَفويَّةٌ مِنَ السَهَرِ . . والحُمَّى
تَستدرجُ الفَجرَ إِلى شُرفاتِنا
تكتفي بِعُمرٍ واحدٍ
وجزءٍ مِنَ الخريطةِ
وَسَلَّةٍ لِلمهملاتِ ، نُخَبِّئُ بها ما يَصِلُنا مُتأَخِّرًا
. .
مِنَ الوقتِ . . والنبيذ !
النحلةُ لا تَصنعُ العَسَلَ للغُزاةِ . .
كَما يَظُنُّ الميِّتون !
لا تكترثُ بما يفعلُ الصمتُ بي
كُلَّما انطفأَتْ سماءٌ . .
وانسحبتْ مِن فنجانِ قهوتي . . خيالاتُ النجوم
المسافةُ التي يَحميها الخَرابُ
لا تتجرَّأُ عليها شهوةٌ أَو سَيْل !
حدودُ الوطنِ التي يَختلسُها الضبابُ
لا يَحرُسُها سِوى ليلٍ فقيرٍ . .
كُـلَّما جاءَ . . تـَطرُدُهُ العصافير !
الندى خَطيئَةُ الوطن !
يُرغِمُ الهواءَ على خَلعِ ابتسامَتِهِ على حُدودِنا
فَيأْتـينا مُفعمًا بِالحزنِ . . والجَفاف
الندى لا يَـغسِلُ الموتى ، ولا يَعيشُ طويلًا . .
كَما يَظنُّ الحالمون !
الضوءُ جِسرٌ يـنقُلُ أَبصارَنا إِلى زمنٍ مُعَلَّقٍ
في الهواء
الحُلمُ وَطنٌ نُنشِئُهُ في طريقِنا إِلى الصباح
سوفَ أَراكِ في منامي هذهِ الليلةَ
وَأَفعلُ ما يَفعلُ النَّحلُ بِزهرةِ اللوزِ . .
إِذا بَلغَتْ سِنَّ الخطايا
أَرشُفُ ما يُراوِدُني فيكِ من رحيقٍ
أَملأُ خَلايا الوقتِ حولَنا . . بِجرارِ العسل !
وَكشمعةٍ تُراوِدُها عَـتمةٌ ساحِرة . .
سأُطْـلِق ُ أَنفاسي على تضاريسِ الجسدِ . .
تُذيقُ الهواءَ الباردَ . .
صُنوفَ العذاب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق