1.5.13

وطن في الهواء


وطن . . في الهواء


النحلةُ لا تَصنعُ العَسَلَ لِلأَغنياءِ . .
كَما يَظُنُّ الغُزاةُ !

لا تَكترثُ بِما تقترفُ الأَرضُ مِن مَضائِقَ . .
وأَشواك !
ولا بما تَخلعُ البِحارُ على عُشَّاقِها مِن ملحٍ
أَو وَداع !

قَليلٌ مِنَ الهواءِ يكفيها . .  
لكي تَرتفعَ فوقَ خَيالاتِنا المُقـعَدةِ . .
من شِدَّةِ الحقيقة !

قليلٌ مِنَ العُمرِ . .
لتوزيعِ الأَعيادِ على أَسماءِ الشجر  
وترتيبِ الفصول !

وَكثيرٌ مِنَ الوطنِ يلزمُ ، لكي يَستـقبِلَـنا الهواءُ
فنغدو أَقربَ مِنْ قُبورنـا إِلى حبَّاتِ المطر !

الوطنُ زمنٌ يَبدأُ يَومَ ميلادِنا . .
يَنتهي بإِشارةٍ ضوئيةٍ !  

الوطنُ حالةٌ عَفويَّةٌ مِنَ السَهَرِ . . والحُمَّى  
تَستدرجُ الفَجرَ إِلى شُرفاتِنا  
تكتفي بِعُمرٍ واحدٍ
وجزءٍ مِنَ الخريطةِ
وَسَلَّةٍ لِلمهملاتِ ، نُخَبِّئُ بها ما يَصِلُنا مُتأَخِّرًا . .  
مِنَ الوقتِ . . والنبيذ !

النحلةُ لا تَصنعُ العَسَلَ للغُزاةِ . .
كَما يَظُنُّ الميِّتون !

لا تكترثُ بما يفعلُ الصمتُ بي
كُلَّما انطفأَتْ سماءٌ . .
وانسحبتْ مِن فنجانِ قهوتي . . خيالاتُ النجوم

المسافةُ التي يَحميها الخَرابُ
لا تتجرَّأُ عليها شهوةٌ أَو سَيْل !

حدودُ الوطنِ التي يَختلسُها الضبابُ
لا يَحرُسُها سِوى ليلٍ فقيرٍ . .
كُـلَّما جاءَ . . تـَطرُدُهُ العصافير ! 

الندى خَطيئَةُ الوطن !  
يُرغِمُ الهواءَ على خَلعِ ابتسامَتِهِ على حُدودِنا
فَيأْتـينا مُفعمًا بِالحزنِ . . والجَفاف   

الندى لا يَـغسِلُ الموتى ، ولا يَعيشُ طويلًا . .  
كَما يَظنُّ الحالمون !

الضوءُ جِسرٌ يـنقُلُ أَبصارَنا إِلى زمنٍ مُعَلَّقٍ في الهواء
الحُلمُ وَطنٌ نُنشِئُهُ في طريقِنا إِلى الصباح

سوفَ أَراكِ في منامي هذهِ الليلةَ
وَأَفعلُ ما يَفعلُ النَّحلُ بِزهرةِ اللوزِ . .
إِذا بَلغَتْ سِنَّ الخطايا
أَرشُفُ ما يُراوِدُني فيكِ من رحيقٍ 
أَملأُ خَلايا الوقتِ حولَنا . . بِجرارِ العسل !

وَكشمعةٍ تُراوِدُها عَـتمةٌ ساحِرة . .    
سأُطْـلِق ُ أَنفاسي على تضاريسِ الجسدِ . .
تُذيقُ الهواءَ الباردَ . .
صُنوفَ العذاب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق