للطريق . .نهايتان
العُيونُ لا تَسْتَدْرِجُ الذِكْرَياتِ
إِلا حِينَ تُغْمِضُ أَجْفانَها
الأَنْفَاسُ تَتَقَطَّعُ حِينَ نَتْرُكُ بَعْضَها خَلْفَنا
وَنَحْمِلُ فِي رِئاتِنا بَعْضًا لِلطَرِيقْ
عَيْنَايَ تُرَافِقَانِي . .
إلى الأَيَّامِ التي نَسِيتُها مُتَعَمِّدًا
حِينَ فَقَدَ الوَقْتُ بَرَاءَتَهُ فِي هُمُومِي
فَبَلَغَتْ سِنَّ التَكَاثُرِ
أَعْرِفُ أَنَّ لِلْعَوْدَةِ مَنَاسِكَ
أَنَّ أَجْرَاسَ المَدَارِسِ لا تُقْرَعُ لَيْلًا
لَكِنَّنِي . .
انْتَظَرْتُ عَتْمَتِي هُنا
لأَنَّ الشَمْسَ تَعْرِفُ الكَثِير !
لَنْ أَكُونَ وَحِيدًا !
سَآخُذُ حَشْرَجَةً مَعِي
قَدْ يَسْأَلُني الوَقْتُ عَنْ بَقِيَّتِهِ . .
فَأَخْتَنِقْ !
سَأَحْمِلُ فِي جَيْبي مِنْدِيلًا ظامِئًا كَالْحَلْقِ
مَنْ يَدْرِي ؟
رُبَّما أَبْكِي . .
إِذا تَوقَّفَ عقربُ الثواني . .
قَبْلَ الوُصُول !
مَنْ يُعْلِنُ عَنْ مَوْقِعِ الشَمْسِ
فِي غِيَابِ الظِلالِ ؟
مَنْ يَكْشِفُ نَوَايا الرِيحِ
حِينَ تَنْعَدِمُ الاتِّجَاهَات ؟
هَلْ تَحْتَاجُ الأَرْضُ أَشْرِعَةً
حِينَ تَمْتَلِكُها المَدَاراتُ ؟
أَمْ رايةً بَيْضاءَ ؟
الدُروبُ – رِئَاتُ المَنَازِلِ –
مَحْشُوَّةٌ بِالغُبارِ
حِيرَةُ المُسافِرينَ مُلْقاةٌ عَلى جَانِبَيْها
النِهايَاتُ غَيْرُ مَأْلوفَةٍ
فِي طُرُقِ الرُجُوعِ
فالشَمْسُ لا تَضْمَنُ الضَوْءَ
على الطُرُقِ القَتِيلَةِ بَيْنَ التِلالِ
والنُجُومُ لا تُرَى بِالعُيونِ الدَامِعَة
السَماءُ تُعِيرُ لَوْنَها لِلْبَحرِ
حِينَ يَفْقِدُ مَاءَ وَجْهِهِ . . خَجَلًا . .
مِنَ الغَرْقَى وَجَنَائِزِ الحِيتانِ
تَهَبُ نُجُومَها لِلْمُسَافِرِ
وَحِكَايَاتِها لِلْغَرِيبِ
المَسَاءُ ثَقِيلٌ . .
حِينَ يَسْتَدْعِي الذِكْرَيَاتِ
كَيْ تُنْقِذَهُ مِنْ حَرَجِ المَغِيبِ
قَدْ أَعُودُ . .
لا تَكْتُبِي السَطْرَ الأَخِيرَ
تَحْتَ صُورَتِي . .
الطَرِيقُ مَفْتُوحَةٌ عَلى الجَانِبَيْنِ
مُتْخَمَةٌ بِالعَائِدِينَ
قَابِلَةٌ لِلْانْغِلاقِ
سَأَعُودُ . .
إِذا أَيْقَنْتُ أَنَّني مَا زِلْتُ هُنَاكَ
وَرَأَيْتُ مَا بَقِيَ مِنِّي
وَكَانَ يَكْفِي . .
لِكَيْ أَعْشَقَ بِهِ ما تَبَقَّى . .
مِنَ الوَقْتِ . . والشَوَارِع . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق