1.5.13

على نافذة الفراغ


على نـافـذة الـفراغ


المكانُ يُشبهُني . . !
فَفي خَاصِرَتي ، يُـقيمُ الغريبُ . .
وَعلى دَربِ تَـبَّـانَـتي . . لا أَحدْ !

الليلُ رَديفٌ للبياضِ . . !
هكذا . .
يَـتَـلَعثَـمُ المُنَـجِّمونَ وَإِنْ صَدَقوا !

الوريدُ نَـهرٌ اخـتـَلَطَـتْ عَلَـيْـهِ المَصَـبَّـاتُ
يَـأْخُـذُ قَـيْـلولَـةً تُـوَشِّحُ المَكانَ . .
بِـالـنُـعاسِ . .
والعَـطَـشْ

الشمسُ مسافَةٌ مِنَ الضوءِ تَـعشَقُ ضِدَّها . . !
يَـرشَحُ مِنها الكثيرُ مِنَ الظلال  
لا صُبحَ في هذا البَـياض !

عينايَ مُحاولتانِ فاشِلتانِ لاكتشافِ النهاياتِ . .
وَمواعيدِ الوجع !
وأَنا . .
كبقـيَّـةِ الأَعذارِ التي يَختَلقُها التلميذُ والأُمنيات !
يَضعُني على نافِذتِهِ الفراغُ . .
لكي يَـتَذَمَّـرَ مِنْ ضَياعِ النورِ والهواء !

المكانُ مثلي . . متروكٌ للزمان !
فَكُلَّما ماتَ يومٌ . .   
عَـتَّـقَـتْ حِدادَها الأَرضُ . .     
وَأَمـعَـنَـتْ في وُعورتِها . . تَجاعيدُ الشجر !

الأَيَّـامُ لمْ تَـعُدْ دُولًا بيننا . .
فالريحُ لا تضربُ كُلَّ الجهاتِ
الشمسُ جَـنوبِـيَّـةٌ في هَواها
النَـهرُ يُـوَدِّعُ أُمَّـهُ مَـرَّةً واحدة    
الـبُـذورُ لا تَسْقُطُ إِلَّا على الأَرضِ . .
وكَذلِكَ القَـتْـلى !
الـقُـبـورُ مَحَـطَّـاتٌ في الطريـقِ إِلى السماءِ
وَأَكـبـرُ الآهاتِ . . الصامتة !

الطقوسُ سذاجةُ البحرِ . .
حينَ يَذبَحُ أَمواجَهُ قُربانًا للسُفُن
يَكتمِلُ المَللُ في مُـنـتـَصَفِ مَوجةٍ هجريةٍ
كُلَّما بَلَّلَها الغمامُ ، جَفَّفَها دُخانُ السَفَر
وَكُلَّما أَغرقـتْـها عتمةٌ . .
لمْ تَجدْ لها في البحرِ قبرًا
سوى ما ظَلَّ مِنِّي بَعدَ أَنْ تَاهَ المكان !

البحرُ . . لا يَـقبلُ الموتى
يُـنْـصِتُ إِلى حِكاياتِهم . .
ثُمَّ يُعيدُهم إِلى الشمسِ . .
مُكفَّنينَ بِالدُوارِ . . والصَدَف

والبحرُ يُشبهُني . . !  
فـفي لُـجَّـتِـهِ يُـقـيـمُ الغُموضُ
وعلى دربِ تَـبَّـانَـتِـهِ . . الحِكايةُ المالحة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق