الغريب
غريبٌ أَنا . .
أُشْبِهُ هذي التلالَ . .
التي تُطلُّ على فَرْحَتي القادِمة
أُحِبُّ الضَبابَ الذي يَصْعدُ . .
من آخرِ الأرضِ حتى النوافذِ
يقولُ لِشُرفَتِيَ الذابلة :
"أَكْثِري مِنَ الوردِ . .
سَأَسْقُطُ ماءً . . لو راوَدَتْني الزُّهورْ"
غريبٌ أَنا . .
أُشْبِهُ هذي النجومَ . .
التي تُدركُ النورَ عندَ الغروب
في الحُلمِ أَفْرَحُ حَدَّ البُكاء !
تكونُ الدروبُ بعيدةً . . كالسماء
أَسيرُ على أَيِّ دربٍ . .
لا فَرْقَ في الحُلمِ بَينَ الدُّروب
أُغنِّي وأَلعبُ مِثلَ الفراشاتِ
أُسافرُ كالنسمةِ التائهة
أُدَنْدِنُ كالنحلِ
أَشْرَبُ كُلَّ الهواءِ المُحاصَرِ . .
بيني . . وبينَ التلال
وأَنسى . . بِأَنِّي سَأَصْحو
إذا ما لَمَسْتُ جِدارًا . .
أو . .
إِذا أَذْهَلتْني السماءُ . . بِزَخِّ المطر
غريبٌ أَنا . .
كهذا الخريفِ المؤقَّتِ . .
يُبَعْثِرُ ما أَنْشَأَ الغُصْنُ مِنْ أُمنيات ؟
كَيْ يُعيدَ الوُريقاتِ إلى أُمِّها الأَرضِ . .
سمادًا جديدًا . . !
غريبٌ . .
أَنامُ مَع الليلِ . . بِنَفسِ الإناء
لا تُسْعِفُني المرايا . .
حين تضيعُ ملامحي في الطريقِ
ولا أعرفُ . .
كيف تعثرُ عقاربُ الساعةِ على الفجر
في دورانِها حولَ نفسِ الفراغ !؟
غريبة مثلي . . مواسمُ الشتاء
تَحُطُّ فَوقَ كاهِلِ التراب
تُتلفُ الأَشجارَ في مناقل الفقراء
وتمنحُ البذورَ جُرعةً مِنْ ماء
غريبةٌ . . مواسمُ الشتاء !
غريبةٌ . . هي الأمنيات
تظل بعيدةً كالمسافات
تَصُدُّ وتُبدي . .
تُحَلِّقُ فَوقَ التلالِ ، فَتُنسى . . !
وتَحْضُرُ بَعدَ الأوان
تُؤَبِّنُ ما ضاعَ خلفَها . .
من الوقتِ . . والذكريات
غريبةٌ . . هي الأمنيات
وحيدٌ . .
وأمتعتي قَليلةٌ فَوقَ ظَهري
جاهزٌ للذهابِ . . طليقٌ
أَسيرُ بأيِّ اتجاهٍ
لا أَعْرِفُ - مِثْلَ القِطاراتِ - طريقَا وحيدًا
لا طوقَ يأسُرُني ليحميني من الغرقِ
لا تمتلكُني المدينةُ
لا أسمعُ ما يقولُ الضجيجُ هناكَ
تحتَ لوحاتِ الشوارع
وحيدٌ على الشرفة القاحلة
أُجالسُ نفسي . .
وفنجانَ قهوتي . . والقصيدة
غريبٌ أَنا . .
وكُلُّ الشوارعِ حولي . .
غريبة . . !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق