1.5.13

الطريد لا يعود إلا ميتا


الطريدُ لا يعودُ . . إِلا ميتًا

مُتلاحقٌ كأَسئلةِ الغريقِ . . قُبَيْلَ الغَرق !
مُتناثرٌ . . كالإِجابات

آخرُ الأَوراقِ . . أَوَّلُها
كُرويَّةُ الأَرضِ تُعيدُ المُسافرَ إِلى أَوَّل الحزنِ . .
مُلَطَّخًا بالشوقِ . . وعُنفِ البحار

الجسورُ جُثثُ الأَشجارِ
مَمدودةٌ بين المنافي وما يَنِزُّ من قدميْكَ

أَيُّ الشتيتَيْنِ أَبعدُ ؟
شُخُوصُ عَيْنَيْكَ ؟ أَم آخِرُ الدربِ ؟

لا تَحرقْ شيئًا . .
لَن يَسمعكَ الليلُ إِن وَأَدْتَهُ بالنار !

أَوْقِدْ فيكَ ما لا يراهُ الغَريمُ ، ارتفعْ . .
يَخسرُ الموتُ جولةً حينَ تَتشبَّثُ بِظلِّكَ الأَرضُ
يَستبيحُكَ الموجُ يومًا
يُغرقُ الجزرُ أَصابِعَ قدميْكَ . .
بالملحِ . . وَيَتَامَى الصَدَفْ

أنتَ الطريدُ . .
خَلفكَ البيوتُ حائرةٌ بالممرَّاتِ
المدائنُ ملعونةٌ في المقاهي
معشوقةٌ . . في القطَارات

يَا خَيْبةَ أَملِ المطرِ على صخرةٍ كسيحة !
يا مَللَ النافذةِ الجنوبيَّةِ من قيلولةِ الشمسِ !
يا ذُهولَ سنبلةٍ أَخطأَتْها المناجلُ يومَ الحصادِ !
وَقفتْ للريحِ وَحدَها . . .
وقفَ لها الموتُ وحدَهُ . . .
وَأَنتَ بَينهما . . علامةُ استفهام !

الشَمسُ تَكشفُ كُلَّ أَطرافكَ . . وتُخفي النجومَ
تُسلِّمُها للوريثِ عندَ الغُروبِ
ينثرُها حَولَ أَرقِكَ مَلجَأً للمستحيلِ . . والأُمنيات

لا تنشغل بتلوينِ الفَضاءِ . .    
المَرميِّ بينها وبينَ استلقائِكَ على ظهرِكَ
هذا السوادُ . . آيلٌ للذهاب

ستُرغمُكَ الظلالُ الباهتَةُ على الاحتفاظِ بِرَأْسِكَ
لكي تميِّزَ بينَ النمل والمجرَّات
يُرغمكَ المَوتُ عَلى التخَلُّصِ من الوقتِ قَبلَ الأَوان
لا مكانَ لما تَبقَّى من زمان
ضَيِّقَةٌ قُبورُ الظلال

يا نَبيذَ القَبِيلةِ . . أَكثِرْ من ذَهابِكَ
سَوفَ يَذْبَحُكَ الإِيابُ 
ستعودُ مُنْبَهِرًا بِمَوْتِكَ . . !  
كَالرُوحِ . . أَنْتَ
لَيْسَ يُطْلِقُها . . سِوَى مَوت الجَسدْ !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق