رهينُ الغربتين
عندما يَسقطُ رأسُكَ على جدولِ الماءِ
لا تعرفُ أَي البُحورِ ستحملُ صفاتِكَ الوراثية !
ولا . . مَنْ أَنتَ !
أو . . أَين أَنتَ !
حتى يستعرضَ الماءُ كاملَ شفافيتِهِ فوقَ دَمِك
وتتبرعَ الأَرضُ ببعض مَيَلانِها . . وبعض الحصى
لا طُرقَ لإنقاذ خطواتِكَ مِنَ القلق
بَصماتُ قدميكَ لا تترُكُ أَثرًا على السحابِ
لكي تَرقُبَها عيناك المُتدحرجتانِ قسرًا
أَمانيكَ الطليقةُ لم تُكملْ عُدَّتَها في شَهرِكَ
القمريِّ
كيفَ تُمطركَ السماءُ بالمنِّ والسلوى . .
وأَنتَ جسدٌ ورأسٌ لا يَحلمانِ بجغرافيةٍ واحدة ؟
المسافةُ مكانٌ يُذبحُ بَينَ نُقطتينِ
الصدى أَنينُ الوقتِ . .
يَطحنُهُ البُطءُ والعرباتُ المُتهالكة
أَنتَ . . رهينُ الغربتينِ
تَراكَ الجُدرانُ قتيلًا بينها
يَراكَ السقفُ بطيءَ النموِّ
وَتخدعُكَ النافذةُ بِطولِ النظر
ستحتاجُ . .
لونَيْنِ . . لصنع الحقيقةِ
طريقيْنِ . . لتعريفِ الجهاتِ
خاتَميْنِ . . لكي تَتوهَّمَ الحُبَّ
قدميْنِ . . لانتقاءِ جدولٍ وقبر
وإصبعيْنِ . . لِوضعِ إشارةِ النصرِ
على شجرةٍ ميتة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق