1.5.13

إليك أيتها البعيدة


إِليكِ . . أَيتها البعيدة !


الإطارُ . .  
تَنازُلُ الفكرةِ عن بقيةِ الفراغ 
خُضوعُ الدوائرِ لغريزةِ الانغلاق 
تَمَلُّصُ لوحةٍ زيتيةٍ من شُحوبِ الجِدار
ظلامٌ يَتدفَّقُ بينَ مصباحينِ . .
يصنعانِ جزيرتيْنِ للفراشاتِ . . والساهرين  

في الإطارِ ، تَرصُدُني الحقيقةُ . .
مُتلبِّسًا بِهَوَسِ الانعتاق   
مُثقلًا بالفراغِ . .
أُحَجِّمُ المساحاتِ كي أَراني !

أَفرحُ حينَ تَلتقطُني المرايا عن الأَرضِ 
فأَجْلِدُ وِحدتي . . بالوهم

بَيننا العمرُ  . . أَيَّتُها البعيدةُ
الدروبُ سجينةُ الرصيفِ . .   
يَحْرِمُها من الاتجاهات

الغِربانُ تُزاحمُ الشمسَ . .
تَجوعُ ، حين نَظَلُّ على قَيدِ الطريق

تَسبِقُني إليكِ عينايَ والتضاريس
كلما حَلمتُ ، تُرهقُني النافذةُ ويوقِظُني الإطار   

تَستهلِكُني – ببطءٍ – عقاربُ الساعات
تَحرِمُني الجبالُ من إلقاءِ ظِلِّي على الأَرضِ
فَآتيكِ داكنًا كالرماد

الحواجزُ أَسرارُ الزمنِ والمسافات
الليلُ يَسحبُ عنها الظلالَ . .
فتملؤُهُ بالتيهِ . . والأَسئلة
تُصادرُ قُبلاتِنا . . فَتَخْضَرُّ
ويتراكمُ فوقَها الدفءُ . . والنعاس

كُلَّ مساءٍ . .
حينَ نَفرغُ من مُداعبةِ النجومِ . .
نُعيدُها ضاحكةً إلى بيوتها
نُوزِّعُ الظلامَ حصصًا عليها  
نَفرحُ حينَ تَلتقِطُنا جزيرةٌ ساهرةٌ
فَنَرجُمُ حواجِزَنا . .
بالضوءِ . .
والقبلاتْ . !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق