1.5.13

بعيدا عن الأرض


بَعيدًا عن الأَرض


الأَشياءُ التي لا أَوزانَ لها . . ثقيلةٌ !
لا يَقوى على حَملِها سِوى مِخَدَّةٍ . . وأَرَق

حيرةُ الغَمامِ بينَ صُنعِ الظلالِ أَو الوَحلِ . .
ثقيلةٌ على قَطرةِ الماء !

قوسُ قُزحٍ ، انكسارٌ ثقيلٌ على الضوءِ
وهواءٌ مثخنٌ باللونِ . . والانحناء
  
الوِحدةُ تُثقِلُ المكانَ بالصمتِ . . والذكريات
الأَوجاعُ تَنفي النظراتِ المتعبةَ إِلى الأُفُقِ 
تُقيمُ الحدَّ على الاختناقِ . . بالمسافات    

كُلُّ الأَشياءِ صغيرةٌ عن بُعدٍ . . حتى الوجع !
الآفاقُ خِدعةُ المُسافرِ . . والجريح   
الخَطُّ الفاصلُ بينَ الأَرضِ والسماءِ ، هو الواصلُ بينهما !
الآفاق بَعيدةٌ بِالفطرةِ ، تنأَى كُلما اقتربنا 
والسرابُ بيننا وبينها . . مصيدةٌ للطيور !

خائفةً من الطينِ ، تَهجُرُ الزهرةُ أُمَّها
الساقُ مسافةُ الهروب

خائفينَ من القبورِ ، نَهجرُ أَرحامَ أُمَّهاتِنا
العمرُ مسافةُ الهروب

الخوفُ ، يومٌ تَجلدُهُ الأَيامُ القادمة
ما يَتَرسَّبُ مِن الآتي في إِناءِ الآن

كأُغنيةٍ بلا وزنٍ ، يُوزعُنا الوقتُ   
حفيفًا على أَطرافِ الشجر
نَرشَحُ من مَسامِّ اللحنِ . . حينَ يَخبو
يرشَحُ الصمتُ مِنَّا . . حين نَخبو
نفقد الوزن حين تَهربُ الأَرضُ مِن تَحت أَقدامِنا
ولا يَقوى عَلى حَملنا سِوى مِخَدَّةٍ . . وَأَرَق

فَنحنُ الحيرةُ بينَ باطنِ الأَرضِ وصَخَبِ الرعود . .
أَيهما أَكثر حَنانًـا على قطرةِ الماء !  

وَنحنُ الانكسارُ بين الأُفقِ والوطن  . .
كِلاهُما لا يجيء !

ونحنُ الذينَ تَتَقَلَّبُ الأَرضُ حولنا . .  
وكورقةٍ في آخرِ لونِها . .
نَخافُ ، حين يموتُ الربيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق