1.5.13

بين متعاقبين


بين مُـتـعاقِـبـيْـن


على كَـتـفـيْـكَ الليلُ إِشارةٌ مُـبـهَمة !
عيناكَ وعاءانِ جاهزانِ للنجومِ . . والـبَـلَل
عُمركَ لحظةٌ لقيطةٌ تبحثُ عن وقتٍ بديلٍ
وَأَنتَ غمامةٌ . .
يَـتـغيَّرُ لونُها كُـلـَّما اقتربتْ من باطنِ الأَرض !   

الأُمومةُ المُستعارةُ التي تَمنحُها الأَساطيرُ وقتَ الضيقِ
لا تكفي . .
لكي تكبُـرَ فيكَ الحيرةُ على مهلِـها !  
وتكبُـر معكَ الفراغاتُ بين قُضبانِ السريرِ

لا تكفي . .
لإِقناعِكَ بأَن لا تموتَ قبلَ الفطام !

خارجًا عن السربِ . .
الذي يَحومُ حولَ المستحيل . .
تختلسُ من وَهمِ الخُلودِ صحوةً . .
لكي تُعلنَ موتَك !

كَأَنَّـكَ الغروبُ الذي يَنقلُ الأَرضَ إِلى الدارِ الآخرة
كَأَنَّـكَ السطرُ الأَخيرُ في "نوتة" عازفِ الناي
يَنـفُثكَ على رصيفِ المقهى . .
كلما جاءتْ بِكَ الطرقُ الكسيحةُ
التي تُرسلكَ إِلى كُـلِّ العناوينِ . .
دون أَن تبرحَ مكانَها !

تتعبُ فيكَ المسافاتُ أَيُّـها البعيدُ
تعبُركَ الأَمكنةُ كُـلَّما ضاقَ صدرُها
الصمتُ أُغنيةٌ . . تـلجأُ إِليكَ حين يضيعُ اللحنُ
وتَـسِحُّ الكلماتُ علقمًا في حلقِ نهارٍ كسير !

مُـؤَقَّتٌ أَنتَ . . !
فكل يومٍ ، يقطعُ النهارُ حبلَكَ السُرِّيَّ . .
وكـل يومٍ ، يَـئِـدُكَ الليلُ . .  
وكـل يومٍ ، تَـرثيكَ المرايا التي تـفقدُ صوابَها 
حين يكتملُ السواد !

بلا عُمرٍ . . تعيشُ طُفـيلـيَّـا بينَ مُتعاقِبينِ
لا يكترثانِ بما تقولُ فيكَ استعاراتُ اللغةِ
وأَوهامُ العاشقين !

لا قافيةَ فيكَ تُعينُ العازفَ الفقيرَ . .
على تجميلِ اختزالِـكَ بِسطرٍ 
يُوقِظُ الساهرينَ من الذكريات . . !

النايُ يُعيدُ صياغة الصمتِ . .  
يـجـعـلُـهُ . .
أَكثرَ دِقَّـةً في رسمِ النهاياتِ السريعةِ  
وانتظار البداياتِ التي لا تجيء

أَنتَ تُعيدُ صياغة الموتِ . .   
تُـعَـلِّـمُـهُ . .
أَيُّ الأَمكنةِ سيغادِرُ أَوَّلًا 
ومن أَيَّـةِ جهةٍ . . سوفَ يَـنسحبُ الضجيج !   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق