جُرعَةٌ مِنْ وَقتْ
يُولدُ الوقتُ على فِطرَةِ الانتهاءِ . .
مُهلَةً قاسية . . !
عُمرًا يُمهِلُنا لتهذيبِ الخَطايا
احتراقًا نُمهِلُهُ لتصنيعِ الدفءِ . . والرماد
زوبعةً تَتخلَّى الريحُ عنها فجأَةً . .
فَتترُكُ الغُبارَ عالقًا بيننا . . وتذهب !
على سريرِ الوقتِ أَنتَ . .
مُهلةٌ لإِنقاذِ الذكريات !
المكانُ . . كائناتٌ مُحَنَّطةٌ تَمَرَّسَتْ بِالوداع
الزمانُ . . دقائِقُ تَتأَمَّلُكَ ، ثُمَّ
تَسْبِقُكَ إِلى هُناك . . !
فَهُناكَ . . تُعْدَمُ الذكرياتُ !
وَهُناكَ . . بَعدَ الغُروبِ بِفَرْسَخٍ أَو فَرسَخيْنِ
شُعاعٌ يُناديكَ لكي يَراك !
مَشلولةٌ . . أَعمِدَةُ الإِنارة
الوقتُ مُهلةٌ تَمنَحُها العصافيرُ الفقيرةُ . .
لرغيفٍ . . يُحاوِلُ أَنْ يَعودَ حِنطةً كما كان !
لِعُشٍّ . . يُفاوِضُ الريحَ على شَكلِ السُقوط !
لِصَيَّادٍ . . يَنتظِرُ المواليدَ الجديدةَ
لِغَمامَةٍ . . تُصالِحُ الشُقوقَ والظمَأ
نُولَدُ مَعَ الوقتِ في نَفْسِ الوعاء
نَكونُ صِغارًا . . نَظَلُّ نَكبرُ حتى نموت
يَكونُ كبيرًا . . يَظَلُّ يَصغرُ حتى نموت
نَظَلُّ معًا . . في نَفْسِ الوعاء !
الوقتُ لِلطريقِ . . لا وَقتَ لِلسُكون !
لا وقتَ للقصصِ التي يَرويها الأَطفالُ لِجَدَّتِهم
. .
كي تَنام !
لا وقتَ لِلمَوتى لكي يرتَدوا أَكفانَهُم على مَهْلٍ
. .
أَمامَ المَرايا !
الشمسُ تُوزِّعُ الوقتَ على المسافات
الأَعمارُ تُوزِّعُهُ عَليْنا
نَحنُ نُوزِّعُهُ على المواعيدِ
نَعْثُرُ على جُرعَتنا الأَخيرةِ . .
مَصلوبَةً على شُرفةٍ مُزدحِمةٍ . .
بِاللَّا أَحدْ !
بفنجانِ قَهوةٍ مُلوَّثٍ بِالوداع . .
بِذاكِرةٍ تَسْتَنطِقُ الليلَ
وَأُمنيةٍ لا تُغادِرُ الأَرضَ . .
كَشَتْلةٍ من طَحينٍ !
تَتكاثَرُ العصافيرُ الفقيرةُ حَولَها
تَطلُبُ مُهلةً . . لتلوينِ السماءِ
وَتَوزيعِ الظلالِ . .
على الخَطايا . . والرماد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق